الرئيسية
أحدث الصور
قائد السبسي يخسر خروجه الأخير... !
بقلم : نصر الدين بن سعيدة
الخروج الأخير للوزير الأول في الحكومة المؤقتة على شاشة التلفزة بمناسبة محاورته لبعض صحفي القنوات التلفزية خلع عنه ما تدثر به من انطباعات جيّدة حال تسلمه المهمة لعدة اعتبارات سنأتي عليها من خلال هذه القراءة في الحوار...
أول ما يثير الانتباه و يدعو الى الاستغراب هو شكل الحوار الذي تعود أن يخرج به قائد السبسي على الشعب و نوعية محاوريه... "فسيناريو اعلام القصبة" يتطلب جلوس السيد الباجي على كرسي فخم على أن يقابله 3 صحافيين وجوبا من التلفزة الوطنية و قناة نسمة و قناة حنبعل.. ! لماذا هذه الحصرية في لقاءات اعلامية تنتظرها شرائح الشعب بقلق و ترقب؟
أليس من حق الاعلامين في بعض الصحف و الإذاعات و ممثلي وكالات الأنباء المشاركة في حوارات تلفزية يكون قائد السبسي طرفا فيها؟ واضح أن أسئلة المحاورين لم تكن من الجودة و العمق المطلوب و التنوع حتى أن السيد الوزير الأول بنفسه علق عند نهاية اللقاء قائلا :"كنت في انتظار أسئلة أخرى حول مواضيع أود الحديث فيها لكن !...."
قد يكون الصحفيون مروا بجانب انتظارات الوزير و المشاهدين... لكن الوزير الأول حاول رسم خطوط خفية لنوعية الجرأة المسموح بها حيث افتضح أمره أكثر من مرة و هو يحاول الفرار من احدى الاجابات المحرجة أو حين لا يجد الأعذار أو تغيب عنه المعطيات... فقد ضبط السيد قائد السبسي في حالة حنق كلما ذكر اسم "كمال اللطيف" إذ رأيناه يتوعد الاعلامي "لطفي العماري" صائحا : " من فضلك" و الحال أن هذا الزميل نقل ما يردده الشارع لا كلام "فرحات الراجحي" لكن يبدو أن ذلك السؤال حرّك وجيعة لدى قائد السبسيٍ!
في نفس الحوار أطنب الوزير الاول في استعراض عضلاته الهرمة و لاح متأثرا بالمنطق البورقيبي في خطبه فبالغ في الحديث عن نفسه و عن خصاله بينما لا تحتفظ له الذاكرة الوطنية بأية نجومية في المشهد السياسي طيلة الــ60 سنة التي تحدث عنها!. و لا ندري من هم رؤساء الدول الذين تربطهم به علاقة و قال أنهم يعرفونه و الحال أنه غائب عن الساحة منذ 20 سنة و الصدفة وحدها لعبت دورا في جلوسه تحت الأضواء!
تعاظم الأنا و نرجسية مفرطة شوهت بعض اجابات الوزير الأول خصوصا عند الحديث عن أصحاب القلم و رجال القضاء.
برمجة لقاء بين الوزير الأول و الصحفيين كان بالأساس للرد على تصريحات الراجحي و تفسير عديد المستجدات الغامضة في العمل الحكومي لكنه فشل في التبليغ و أخطأ الهدف اذ لم ينجح في اقناع الشعب بحسن نوايا الحكومة و عجز عن التمالك و ضبط نفسه فاذا به يرد على بعض السقطات اللفظية لفرحات الراجحي بما هو أشنع و أعنف اذ شبهه بالفاسق و هو وصف مسيء أعلى درجة من صفة الكذب !...
الوزير الأول المؤقت تحدث عن غياب الكفاءة لدى "فرحات الراجحي" الذي قضى معه 20 يوما فقط في العمل و هو استنتاج متسرع بل قد يكون استهدافا مقصودا... لأن مردود عديد الوزارات كان و مازال مترنحا في عهد الحكومة المؤقتة فالسيد وزير التشغيل يبدو أنه بدوره غير كفئ مما دفع بقائد السبسي إلى تكليف وزير الدفاع و رئيس أركان الجيش بالتحول إلى قطر لمناقشة عقود تشغيل !!!....
السيد الباجي قائد السبسي صرح أن الصحفي يبني من الحبّة قبّة و نحن نحترم شيخوخته و تجربته العريقة في أحضان نظام بورقيبة ثم في برلمان المخلوع و نسوق إليه أننا نجتهد و نتعب في الحصول على "الحبوب" لا لجعلها قببا و لكن لتعرية بعض النوايا الفاسدة و المآرب الانتهازية خصوصا للمختفين وراء المناصب ...
لقد أساء "فرحات الراجحي" تصيّد لحظة المصارحة لكنه لم يبن تصريحاته من الأوهام لذلك يكون من الخطر الانقضاض عليه و جعله كبش فداء لتغطية بعض عناوين الفشل في الحكومة المؤقتة...